منكم » ( 1 ) ، وكذلك في حديث جابر بن عبد الله الذي أخرجه مسلم « فيقول أميرهم ( لعيسى ) : تعال صل بنا » ( 2 ) . لكن مدعاة الاختلاف بين الطوائف الإسلامية حول المهدي راجع بالدرجة الأولى إلى حقيقة المهدي بمعنى آخر ، هل المهدي موجود وهو غائب عن الأنظار كما تقول الشيعة الإمامية ؟ أم لم يخلق بعد كما هو حال أهل العامة ؟ يقول الشيعة - وباستنادهم على مجموعة من المرويات الصادرة عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآل بيته ( عليهم السلام ) - بكون الامام المهدي مولود ، وهو محمد ابن الحسن العسكري ، وذلك سنة 255 ه وغاب بأمر من الله تعالى ، وكانت له غيبتان : صغرى حيث كانت وساطته مع شيعته بوسيلة نوابه ، وبعد آخر نائب ( الرابع ) غاب غيبته الكبرى . وهذا الامر عن ولادته لم يقتصر على الشيعة فقط ، بل مجموعة من علماء السنة أقروا وأيدوا هذا القول منهم ابن الصباغ المالكي إذ قال ( 3 ) : ( قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) في الباب ( 25 ) : من الدلالة على كون المهدي ( عليه السلام ) حياً باقياً منذ غيبته وإلى الآن ، وأنه لا امتناع في بقائه كبقاء عيسى بن مريم والخضر والياس من أولياء الله تعالى ، وبقاء
1 - صحيح البخاري : 14 / 334 . 2 - صحيح مسلم : 1 / 59 ( باب نزول عيسى ) . 3 - ابن الصباغ المالكي / الفصول المهمة ، طبع نجف الأشرف ص 281 .