كما أن هذه النهاية الموعودة ستعطي تحقق الوعد الإلهي من هذه الخلقة * ( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ ) * ( 1 ) والذي يبرهن على السيادة المطلقة للقدرة الإلهية ، وكذلك تحقق الجانب المهم ، وهو تجسد الاستخلاف البشري للكون ، كما اخبر به سبحانه وتعالى : * ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) * ( 2 ) والتي تقوم على سيادة الدين الإلهي وتحقق المشروع السماوي على أرض الواقع * ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) * ( 3 ) . إذن كل هذه الرموز الدلالية وجدت سنداً قوياً في المرويات التي فاضت بها كتب الحديث ، والتي تخبر بأنّ اليوم الموعود يكون على يدي الإمام المهدي . وفي هذا الباب قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر : ( إنّ فكرة المهدي بوصفه القائد المنتظر لتغيير العالم إلى الأفضل قد جاءت في أحاديث الرسول الأعظم عموماً ، وفي روايات أئمة أهل البيت خصوصاً ، وأكّدت في نصوص كثيرة بدرجة لا يمكن أن يرقى إليها الشك ، ولقد أحصى مجموع الأخبار الواردة في الإمام المهدي من طرق الشيعة والسنة فكان أكثر من ستة آلاف رواية ، هذا رقم إحصائي