إيجاد الرجل المناسب والشخصية التي تستطيع تدبير الأمور العامة والخاصة للمجتمع ، إذ أول مسببات الاختلاف هو اختلاف أفراد المجتمع في تحديد هذا الشخص مما يشكل خطراً على وحدة المجتمع ، ويصير مقسماً إلى شيع ، كل واحد يدفع بممثله ومرشحه ، وأما قدرة هذا الشخص فهي غير ظاهرة ويبقى إلمامه محدوداً في مجالات محددة قد لا تستوعب كل الاحتياجات والمطالب التي تحتاج إليها كل التشكيلات البشرية ، فيبقى الوحيد العالم باحتياجاته هو الله سبحانه وتعالى وكل معارفه يسكنها في شخص يصير هو المرشح الإلهي لهذا المنصب النبيل ، ومن أهم الخصائص التي تحدّث عنها القرآن وخصوصاً في الآيات السابقة الذكر العلم ، والقوة ، وألا يكون ظالماً . فأما العلم فهو للرعاية والتوجيه الديني والأخلاقي والاحتياجات الروحية لكل أفراد المجتمع ، والقوة كحالة رقي سياسي للمجتمع وكقائد سياسي للدولة ، وانتفاء الظلم عن حياته حتى تتحقق العدالة الإلهية في المجتمع . الإمامة في السنة هل ترك الإسلام أمر توجيه الأمة - التوجيه الديني والسياسي - بدون قاعدة تأسيسية له ، أي بمعنى آخر : هل من قائد بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخلفه في تسيير أُمور الأُمة ؟ إن أهل العامة قالوا : بأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يعيّن أي شخص بعده ، وإنّما