الدؤلي بتكليف من أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) . وكان أبو الأسود الدؤلي من التابعين صاحب عليا وشهد معه صفين ثم أقام في البصرة ، وفي مسألة اهتمامه بالنحو والعمل على ضبط قواعده يُحكي عن أبو سلامة الشامي النحوي : أن علياً دخل عليه أبو الأسود الدؤلي يوماً ، قال فرأيته مفكراً فقلت له : مالي أراك مفكراً يا أمير المؤمنين ؟ قال إني سمعت من بعض الناس لحنا وقد هممت أن أضع كتاباً أجمع فيه كلام العرب ، فقلت : إن فعلت ذلك أحييت أقواماً من الهلاك ، فألقى اليّ صحيفة فيها ؟ الكلام كله اسم وفعل وحرف فالاسم ما دل على المسمى ، والفعل ما دل على حركة المسمى ، والحرف ما أنبأ عن معنى وليس باسم ولا فعل - وجعل يزيد على ذلك زيادات : قال واستأذنته أن أضع في النحو ما صنع ، فأذن وأتيته به فزاد فيه ونقص . وفي رواية أنه ألقى إليه الصحيفة وقال له : انح نحو هذا فلهذا سمي النحو نحواً ( 1 ) . وقد زاد أبو الأسود الدؤلي على هذا فابتكر كل الآليات اللغوية التي تعطي للنحو علماً متكاملا حتى يصير سهلا إذ قام بإكمالها وضبطها وبتمييز المنصوب عن المرفوع والاسم من الفعل بعلامات نسميها الاعراب . ولم يقف الحد عند أبو الأسود الدؤلي ، بل استمر التيار الشيعي في
1 - حسن الصدر تأسيس الشيعة ص 51 عن بحوث في الملل والنحل : 6 / 532 ، وابن النديم : الفهرست 66 نقلا عن المصدر السابق .