وخصوصاً فيما يتعلق بالتوحيد المرتبط بالله سبحانه وتعالى ، وما لاحقه من التجسيم والتشبيه والذي هو مأخوذ خصوصاً من العقائد الأخرى كاليهودية أو المسيحية لكن التشيع حاول منذ الوهلة الأولى ، ولأرتباطه بآل البيت ( عليهم السلام ) أن يحافظ على العقائد الإسلامية الخالصة . ومن هذا المنطلق حاول الشيعة ضبط اللغة التي أنزل بها الدين الاسلامي . فكان إبداع الشيعة فيها إبداعاً منفرداً لا زالت أسسه لحد اليوم قائمة ويرجع إليها كل علماء اللغة . والجدير ذكره هو أن نهج البلاغة للامام علي يعتبر المرجع المعرفي في ضبط المعارف من قواعد ، وفلسفة ، وكلام ، ولا زال هذا الموروث المعرفي يعبر لحد هذا الوقت عن بحر أذهل الدارسين ، رغم تشكيك المشككين في نسبته للامام علي إلا أن متانته وتناسقه الأدبي والعلمي والفلسفي يلزم المعارضين الإذعان له والاعتراف بحقيقته ، وذلك لبلاغته العجيبة وحكمته البليغة ، ونرى ذلك في كل خطبة والتي تمثل هذه الخطبة إحدى نماذج هذه البلاغة والإحاطة بقدرة الله تعالى . يقول ( عليه السلام ) : ( وكان من اقتدار جبروته ، وبديع لطائف صنعته ، أن جعل من ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف ، يبسا جامداً ثم فطر منه أطباقا ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها ، فاستمسكت بأمره ، وقامت على حده يحملها الأخضر المتعنجر ، والقمقام المسخر . قد ذل لأمره ، وأذعن لهيبته ، ووقف الجاري منه لخشيته . وجبل جلاميدها ونشوز متونها واطوادها ، فأرساها في مراسيها وألزمها