للقياس فهو حشوي بنظر ابن رشد ، وكيف يلتقي ابن حزم مع الشاطبي الذي بنى مقاصده على مذاهب التعليل وتحقيق المناط وكيف يلتقي ابن رشد المدافع عن الفلاسفة بابن خلدون الذي سلك مذهب أبي حامد الناقم عليهم ، من هنا تظهر هشاشة المشروع الذي طرحه ، لأن مشروعه يعتمد على كل المنتوج التراثي للفكر الاسلامي ، وابن سينا الذي يحاول الجابري إخراجه من دائرة العقل الإسلامي ، فإنَّ ابن رشد قد أخذ منه وذلك من أجل إحياء نظام الفلكيات الذي يتفق مع صلب الفكر الارسطي - والذي يعتبر ابن رشد الشارح الأكبر له - وخصوصاً في ترسيمته الثلاثية التي تقيم أنفاساً للأفلاك بين كل من العقل المحض المفارق والفلك السماوي ( 1 ) . وكما إذا كان الفكر الفلسفي السني بعد ابن رشد قد لقي حتفه وهذا دليل كافي على عدم قدرته لاستيعاب الحقائق الفلسفية ، فإن الفكر الفلسفي الشيعي ظل صامداً ولا يزال إلى يومنا هذا في المجمعات الدينية العلمية ، فبعد ابن سينا جاء الخواجة نصير الدين الطوسي والذي كان معاصراً لابن رشد ولم تقف السلسلة بل جاء المير داماد ، وجاء المجدد والمبدع في المدرسة السينوية الملا صدرا الشيرازي . إذ أنه لما كان الفكر الفلسفي في جميع أرجاء العالم الإسلامي يغط في سبات عميق ، قام هؤلاء في المدرسة السينوية الإيرانية يقودون الإسلام