التشيّع والآخر إن الاطلاع على الموسوعات التاريخية القديمة أو الحديثة يظهر بأن نقطة الاتفاق التي اتفق أغلب المؤرخون عليها ، هي مسألة الهجوم على الشيعة والتشيع . وقد لامسنا هذا ونحن نطالع البداية والنهاية لابن كثير أو موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي ، وصارت الحقائق التي يذكرها التاريخ وهي تسجّل انتصاراً للشيعة تلقى معارضة من طرفهم فتارة يعرضون عنها ، وتارة يضعّفونها ، فأصبح التشيع بنظر الكتب التاريخية هو ذلك اللقيط الذي خرج من قمامة المجتمع الإسلامي ، في حين هذه الصورة التي صوروه بها ما هي إلاّ تعبير عن وجهة نظر الدولة السلطانية التي استبدت بالحكم ، وصارت المعارضة الإسلامية الأصيلة هي حالات الشذوذ داخل المجتمع . وكنا نستغرب كثيراً حينما نرى كاتباً أو مؤرخاً يحاول تهديم أركان هذه المدرسة بجرة قلم . ولم يبقى الأمر محدوداً عند نفي المسائل الاعتقادية للمذهب بل تم الطعن في علماء شيعة أعطوا حياتهم وسخروها للاسلام لئلا تتبلور صورة ايجابية عن الشيعة في أذهان عامة أبناء العامة .