وقد كان الرسول يهيىء المجتمع الإسلامي لتقبل الفكرة بعد وفاته وذلك عبر إخراجهم من الموروثات الجاهلية القديمة المرتبطة بالسن أو الجاه ، وإيصالهم إلى جادة الطريق والتي ترتبط أساساً بمكانة الإنسان العلمية ، ومدى استيعابه لخط الرسالة ، وقدرته على فهمها وإيصالها إلى الآخرين ، فكانت آية التطهير ( 1 ) دليلا على سمو آل البيت وإبرازاً لأفضليتهم . وتكاثرت الأحاديث خلال حياة النبي حولهم وعلى رأسهم علي ( عليه السلام ) ، وللنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقوال كثيرة أراد من خلالها توجيه الرأي العام إلى أمر مهم حتى لا يتم تحريف الإسلام بعد وفاته ومن هذه الأقوال : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » . « يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي » . « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى » . إن هذه الأحاديث تبين منزلة علي ( عليه السلام ) عند الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما أن الإمام علي ( عليه السلام ) كان صاحب ذو الفقار ، وتذكر لنا حوادث التاريخ والغزوات كيف أبلى الامام علي ( عليه السلام ) بلاءاً حسناً في المعارك وكيف ثبت في حرب أحد ويوم حنين . وكيف كان فاتح خيبر بعد أن فشل الصحابة الذين استلموا الراية قبله ، وهو أمر يجب التأمل فيه بشكل نستطيع من خلاله التعرف على منزلته العظيمة وإبراز إحدى الخصائص المهمة وهي
1 - وهو المعروف بحديث الكساء بعد نزول قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .