استطاعت أن تخلّد نفسها في التاريخ وتتأقلم مع طبيعة الأحداث والوقائع التي تعيشها رغم حالات القهر والقمع السلطاني الذي عاشته ، والذي سخر علماءه للوقوف في وجه هذا المد المحمدي الأصيل وذلك بالتشكيك في رموز هذه المدرسة وتراثها المعرفي . ولا غرابة أن نجد في التاريخ علماء أخرجوا هذه الطائفة من حظيرة الإسلام ، ونعتوهم بمجوس الأمة رغم القرائن والدلائل الشرعية التي تعبر عن صحة آراء هذه المدرسة ، وهذا كله لماذا ؟ إنه الشخصية المميزة لهذا التاريخ ألا وهو علي ( عليه السلام ) ، والذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( هلك فيك اثنين كاره مبغض ومحب مغال ) ، الشيء الذي يجعل منه مفتاح الأمة الإسلامية وذلك كمحرار لقياس درجة الجسم ; مع العلم أن درجة الجسم 37 C فأي نزول أو زيادة عن هذه الدرجة فإنه حتماً تدل على حالة مرضية . لذا يكون الحفاظ على هذه الدرجة الثابتة هو عين الصحة . فكذلك حب الإمام علي ( عليه السلام ) فهو ثابت في درجة معينة فأي تقصير في حق هذه الدرجة هو خروج عن حالة الاعتدال وفيه هلاك الشخص ، ولا يكون ذلك إلاّ بإنكار حقوقه وحقوق آله والتي هي حقوق شرعية إلهية بحيث كل مخالفة لهم هي مخالفة لما أوجبه الله والذي يقول : * ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) * ( 1 )
1 - الشورى : 23 ويرجع في تفسير هذه الآية إلى ابن كثير : 4 / 141 ، الكشاف للزمخشري : 4 / 219 ، الشوكاني ، تفسير القدير : 4 / 543 ، الطبري : 11 / 144 .