وقد ازداد حسد قريش لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وحقدهم عليه بسبب بطولاته في معارك الإسلام وقتله أبطالهم . وبعد فتح مكة وهزيمة قريش ودخولهم في الإسلام تحت السيف ودعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهم أن يشاركوا في حروب الإسلام ودولته . . . بدؤوا بالتخطيط لأخذ خلافة النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بعده وابعاد على ( عليه السلام ) وعترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن الخلافة . ولا يتَّسع المجال لذكر ما فعلوه من أجل تحقيق هدفهم الشيطاني ، ولكن نشير إلى معاهداتهم ضد خلافة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومحاولاتهم المتكررة اغتيال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! المعاهدة الأولى ضد بيعة الغدير ( 1 ) وعند ما أحسوا بقرب وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) زاد نشاطهم وتخطيطهم لغصب خلافته ، وكتبوا فيما بينهم الصحيفة الملعونة ! بدأت هذه الصحيفة بعهد وميثاق بين اثنين منهم اتفقا بينهما : " ان مات محمد أو قتل نزوى الخلافة عن أهل بيته ما حيينا " ! ! ثم انضم إليهما ثلاثة آخرون وعقدوا معاهدتهم في جوار الكعبة ، وكتبوها في صحيفة ودفنوها في مكان داخل الكعبة ! ! وكان فيهم معاذ بن جبل وهو من كبار الأنصار ; فقال لهم : " أنا أكفيكم قومي الأنصار فاكفونى قريشاً " . وبما أن الخطر عليهم كان من سعد بن عبادة الأنصاري زعيم الأوس والخزرج توجهوا إلى منافسيه من الأوس واتفقوا مع بشير بن سعيد وأسيد بن حضير !
1 - بحار الأنوار : ج 17 ص 29 ، ج 28 ص 186 ، ج 36 ص 153 ، ج 37 ص 114 ، 135 . كتاب سليم : ص 816 ح 37 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 ص 164 .