واستمرت المراسم ثلاثة أيام حتى شارك جميع المسلمين في البيعة . ومن جملة الأشخاص الذين بايعوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في يوم الغدير ، أولئك الذين سارعوا إلى نقض بيعته بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وانقلبوا على أعقابهم كما أخبر الله تعالى . كما أن أبا بكر وعمر قالا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هل إن هذا الأمر من الله أو من رسوله ؟ ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، حقاً من الله ورسوله ! ! بيعة النساء ( 1 ) وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) النساء كذلك بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين وتهنئته ، وقد أكَّد ذلك بصورة خاصة على زوجاته وأمرهن أن يذهبن إلى خيمته ويبايعنه ! فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بإحضار إناء كبير فيه ماء ، وأن يضرب عليه بستار بحيث إن النساء كنَّ يضعن أيديهن في الإناء خلف الستار ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يضع يده في الإناء من الجانب الآخر ، وبهذه الصورة تمت بيعة النساء . فبايعته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وكذا نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) جميعهن ، وأم هاني أخت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفاطمة بنت حمزة عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأسماء بنت عميس ، كما بايعه سائر النساء الحاضرات .
1 - بحار الأنوار : ج 21 ص 288 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 ص 309 .