عز وجل هو ربكم ووليكم وإلهكم ; ثم من دونه رسوله محمدٌ وليكم القائم المخاطب لكم ; ثم من بعدى علىٌّ وليُّكم وامامكم بأمر الله ربكم ; ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم القيامة ، يوم تلقون الله ورسوله . ومن النقاط المهمة في هذه الخطبة الشريفة بيان النبي ( صلى الله عليه وآله ) عصمة الأئمة من بعده ونيابتهم عن الله تعالى ورسوله في أمور الدين والدنيا ، حيث قال ( صلى الله عليه وآله ) : " لا حلال الا ما أحله الله ورسوله وهُم ، ولا حرام الا ما حرَّمه الله عليكم ورسوله وهُم ، والله عز وجل عرَّفنى الحلال والحرام ، وأنا أفضيت بما علَّمنى ربى من كتابه وحلاله وحرامه اليه " . معاشر الناس ، انه امامٌ من الله ، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته . معاشر الناس ، بي والله بشَّر الأولون من النبيين والمرسلين ، وأنا والله خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين . فمن شك في ذلك فقد كَفَر كُفْر الجاهلية الأولى ، ومن شك في واحد من الأئمة فقد شك في الكل منهم ، والشاك فينا في النار . ألا إن جبرئيل خبَّرني عن الله تعالى بذلك ويقول : " من عادى علياً ولم يتولِّه فعليه لعنتى " . فوالله لن يبيَّن لكم زواجره ولن يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذٌ بيده ومصعده إليَّ وشائلٌ بعضده ورافعه بيديَّ ، ومُعلِمكم أنَّ من كنت مولاه فهذا على مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي ، وموالاته من الله عز وجل أنزلها عليَّ . ثم أوضح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ببيانه الرائع ارتباط ركني الإسلام : القرآن والعترة ، فقال : " معاشر الناس ، إن علياً والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر ، والقرآن هو الثقل الأكبر . فكل واحد منهما منبئٌ عن صاحبه وموافق له ; لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض .