قال ( صلى الله عليه وآله ) : " قم يا على " . فقام على ( عليه السلام ) ، وأقامه النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن يمينه وأخذ بيده ورفعها حتى بان بياض إبطيهما وقال : " من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدِر الحق معه حيث دار . فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم ولياً واماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار ، وعلى التابعين لهم باحسان ، وعلى البادى والحاضر ، وعلى الأعجمى والعربي ، والحر والمملوك والصغير والكبير " . فقام أحدهم فسأله وقال : يا رسول الله ، ولاؤه كما ذا ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ولاؤه كولائي ، من كنت أولى به من نفسه فعلى أولى به من نفسه ! وأفاض النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيان مكانة علي ( عليه السلام ) والعترة الطاهرة والأئمة الاثني عشر من بعده : علي والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين ( عليهم السلام ) ، واحدٌ بعد واحد ، الذين هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم ، حتى يردوا عليَّ حوضي . . . ثم أشهد المسلمين مرات أنه قد بلغ عن ربه . . . فشهدوا له . وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب . . . فوعدوه وقالوا : نعم . وقام إليه آخرون فسألوه . . . فأجابهم . . . وما أن أتم خطبته حتى نزل جبرئيل بقوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً " . فكبَّر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بعدي . . . هذا ملخص الخطبة المباركة و سنعطيك تفصيلها إن شاء الله .