نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 132
فقالوا : نقتلك ، فقال إن تقتلوني فإني عبد الله وأخو رسوله وبسطوا يده فقبضها وعسر عليهم فتحها ، فمسحوا عليها وهي مضمومة . ثم لقي أمير المؤمنين عليه السلام بعد هذا الفعل بأيام أحد القوم فناشده الله وذكره بأيام الله وقال له : هل لك أن أجمع بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يأمرك وينهاك فقال له : نعم ، فخرجا إلى مسجد قبا فأراه رسول الله صلى الله عليه وآله قاعدا فيه ، فقال له : يا فلان ، على هذا عاهدتموني في تسليم الأمر إلى علي عليه السلام وهو أمير المؤمنين ، فرجع وقدهم بتسليم الأمر إليه ، فمنعه صاحبه من ذلك ، فقال : هذا سحر مبين ، معروف من سحر بني هاشم ، أو ما تذكر يوما كنا مع ابن أبي كبشة ؟ فأمر شجرتين فالتقتا فقضى حاجته خلفهما ، ثم أمرهما فتفرقتا وعادتا إلى حالهما . فقال له : أما إن ذكرتني هذا ، فقد كنت معه في الكهف فمسح يده على وجهي ، ثم أهوى برجله فأراني البحر ، ثم أراني جعفرا وأصحابه في سفينة تعوم في البحر ، فرجع عما كان عزم عليه ، وهموا بقتل أمير المؤمنين عليه السلام وتواصوا وتواعدوا بذلك ، وأن يتولى قتله خالد بن الوليد فبعثت أسماء بنت عميس إلى أمير المؤمنين عليه السلام بجارية لها ، فأخذت بعضادتي الباب ونادت : " إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين " [7] فخرج مشتملا بسيفه ، وكان الوعد في قتله أن يسلم إمامهم [8] ، فيقوم خالد إليه بسيفه ، فأحسوا بأسه ، فقال الإمام قبل أن يسلم : لا تفعلن خالد ما أمرت به ، ثم كان من أقاصيصهم ما رواه الناس .