نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 118
وأثر في جسمها الشريف ، وكان ذلك الضرب أقوى ضرر في إسقاط جنينها ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله سماه محسنا ، وجعلوا يقودون أمير المؤمنين عليه السلام إلى المسجد حتى أوقفوه بين يدي أبي بكر فلحقته فاطمة عليها السلام إلى المسجد لتخلصه فلم تتمكن من ذلك ، فعدلت إلى قبر أبيها ، فأشارت إليه بحرقة ونحيب وهي تقول : نفسي على زفراتها محبوسة * يا ليتها خرجت مع الزفرات لا خير بعدك في الحياة ، وإنما * أبكي ، مخافة أن تطول حياتي ثم قالت : وا أسفاه عليك يا أبتاه واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن وأبو سبطيك الحسن والحسين ، ومن ربيته صغيرا وواخيته كبيرا ، وأجل أحبائك لديك ، وأحب أصحابك إليك أولهم سبقا إلى الإسلام ، ومهاجرة إليك يا خير الأنام ، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير . ثم أنها أنت أنة ، وقالت : وا محمداه ، واحبيباه ، واأباه ، واأبا القاسماه ، واأحمداه ، واقلة ناصراه ، وا غوثاه ، وأطول كربتاه ، واحزناه ، وامصيبتاه واسوء صباحاه ، وخرت مغشية عليها ، فضج الناس بالبكاء والنحيب ، وصار المسجد مأتما ، ثم إنهم أوقفوا أمير المؤمنين عليه السلام بين يدي أبي بكر وقالوا له : مد يدك فبايع ! ! ! فقال : والله لا أبايع ، والبيعة لي في رقابكم . فروى عن عدي بن حاتم ، إنه قال : والله ما رحمت أحدا قط رحمتي على علي ابن أبي طالب عليه السلام حين أتي به ملببا بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، وقالوا : بايع ! ! قال : فإن لم أفعل ؟ قالوا : نضرب الذي فيه عيناك ، قال : فرفع رأسه إلى السماء ، وقال : " اللهم إني أشهدك إنهم أتوا أن يقتلوني ، فإني عبد الله وأخي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له : مد يدك فبايع ! ! ! فأبى عليهم فمدوا يده كرها فقبض عليه السلام على أنامله ، فراموا بأجمعها فتحها فلم يقدروا فمسح عليها أبو بكر وهي مضمومة ، وهو
118
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 118