نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 104
فلما سمع أمير المؤمنين عليه السلام قتل مالك بن نويرة وسبي حريمه اغتم لذلك غما شديدا وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتقدير وللمهيمن في حالاتنا نظر وفوق تدبيرنا لله تدبير ( تقدير خ ل ) انتهى [6] أقول : وهذه القصة مما نقلها المخالف والمؤالف ، وروي أنه لما قتل خالد مالكا ونكح امرأته ، كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري ، فركب فرسه ولحق بأبي بكر وحلف أن لا يسير في جيش تحت لواء خالد أبدا ، فقص على أبي أبي بكر القصة ، فقال أبو بكر : لقد فتنت الغنائم العرب وترك خالد ما أمرته ، وإن عمر لما سمع ذلك تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر ، وقال : إن القصاص قد وجب عليه ، فلما أقبل خالد بن الوليد غافلا ، دخل المسجد وعليه قباء له عليه صداء الحديد معتجرا بعمامة له ، قد غرز في عمامته أسهما ، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فنزع الأسهم عن رأسه فحطمها . ثم قال : يا عدي نفسه أعدوت على امرء مسلم فقتلته ثم نزوت على امرأته والله لنرجمنك بأحجارك وخالد لا يكلمه ، ولا يظن إلا أن رأي أبو بكر مثل رأي عمر فيه ، حتى دخل إلى أبي بكر واعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه ، فخرج خالد وعمر جالس في المسجد ، فقال : هلم إلي يا ابن أم شملة فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه ودخل بيته . قال العلامة المجلسي قدس سره : إن معاتبة عمر وغيظه على خالد في قتل مالك بن نويرة ، لم يكن مراقبة للدين ورعاية لشريعة سيد المرسلين وإنما تألم من قتله لأنه كان حليفا له في الجاهلية وقد عفى عن خالد لما علم أنه هو قاتل سعد بن