نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 185
وعن مصباح الأنوار ، عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام : أن أمير المؤمنين عليه السلام لما وضع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما وآلهما في القبر قال : بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله صلى عليه وآله ، سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني ورضيت لك بما رضي الله تعالى لك ، ثم قرء * ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) * ، فلما سوى عليها التراب أمر بقبرها فرش عليه الماء ، ثم جلس عند قبرها باكيا حزينا ، فأخذ العباس بيده فانصرف به [23] . [ مناقشة عمر مع علي عليه السلام ] قال الراوي : وأصبح البقيع ليلة دفنت " سلام الله عليها " وفيه أربعون قبرا جددا وإن المسلمين لما علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور فضج الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا : لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولا تعرفوا قبرها ، ثم قال ولاة الأمر منهم : هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها ونزور قبرها . فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فخرج مغضبا قد احمرت عيناه ودرت أوداجه وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة وهو متكأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع فسار إلى الناس النذير وقالوا : هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبر حجر ليضعن السيف على غابر الآخر . فتلقاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له : ما لك يا أبا الحسن ؟ والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها ، فضرب علي عليه السلام بيده إلى جوامع ثوبه فهزه ثم ضرب