نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 383
والجوارح عما هو أنفع منه . ويقول لسان الجارودية - وأنا أستغفر الله إذا حكيت قول خصمه ، لكن كما ذكرنا كلامه ، نذكر قواعد خصمه ليقوم العدل وتلوح وجوه المباحث - قوله : بعدما أجبت عنه ، إن الذي جرى [ من ] حسم مواد الفساد يشكل ، بما أن الجارودية تقول : إنه فتح باب اختلاف القلوب ، وتباين الآراء وتهييج العداوة والمنافرات ، واشتغال المسلمين بعض منهم ببعض عن أشد أعدائهم ، وأغلظ شانئيهم ، ولو أعطوا القوس راميها ، والسيف ربه ، وصدور المجالس أهاليها ، أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - كان الخطر الذي أشار إليه زائلا ، وما بعد ذلك من فنون الفساد مفقودا ، إذ لو ملك زمام الرئاسة أولا ، ما اختلفت عليه الكلمة ، ولا شغبت [1] عليه الخصوم ، ولا نهضت إليه الكتائب ، لا نهدت إليه العصب ، ولا تعرض بما جرى من المخالفة لمراسمه عند ولايته أحد . وكان ذلك فرع تبعيده عن المنصب ، وتأخيره عن الرتبة ، فطمع فيه من طمع ، وقوي عليه من قوي ، وكان أصل ذلك دفعه عن المقام ، وصرفه عن الرئاسة منزلا بعد منزل ، ومقاما بعد مقام . وقد أسلفت شيئا يلحق بهذا ، ولو لم يكن إلا منع رسول الله عن كتب الصحيفة ، وأنها مانعة من الاختلاف بعده على ما رواه الخصوم لكفى ، وإن فتح باب الاختلاف كان عن المنع من كتب الصحيفة التي فرع كتابتها زوال الاختلاف . وأما قوله : " إن الذي وقع من الفلتة لا يجوز أن يحبو به الله تعالى إلا نبيا أو خليفة نبي " فإنه قول أبعد فيه ، ورد على عمر - رضوان الله عليه - بيانه : قوله