نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 64
ويكون مستقلا في أفعاله وذاته بخلاف غيره تعالى . ومن ذلك يعرف أن غيره المحدود بالحدود والقيود والمحتاج في وجوده وكماله لا يكون شبيها به تعالى ، فإن غيره المتصف بهذه الصفات محدود ومحتاج ، فكيف يكون شبيها بمن لا حد ولا حاجة له ، بل هو صرف الكمال وعين الغنى فلا ند له ولا كفؤ ، كما نص عليه القرآن الكريم بقوله : " ولم يكن له كفوا أحد " ، " ليس كمثله شئ " [1] ، بل لا غير إلا به ، فكيف يمكن أن يكون الغير شبيها ونظيرا له في الصفات . ومما ذكر يظهر أن نفي النظير والشبيه لا يختص بذاته وصفاته الذاتية ، بل لا نظير له في صفاته الفعلية كالخلق والرزق ، فإن كل ما في الوجود منه تعالى وليس لغيره شئ إلا بإذنه ، فلا خالق ولا رازق بالاستقلال إلا هو كما نص عليه بقوله عز وجل : " إن الله فالق الحب والنوى " [2] ، " الله يبسط الرزق لمن يشاء " [3] ، " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " [4] ، " والله خلقكم وما تعملون " [5] ، " ذلكم الله ربكم إله إلا هو خالق كل شئ " [6] ، " بل لله الأمر جميعا " [7] . ولا ينافيه إسناد تدبير الأمر إلى غيره في قوله تعالى : " فالمدبرات أمرا " [8] ، ونحوه ، لأن تدبيرها بإذنه وإرادته وينتهي إليه ، فالنظام في عين كونه مبنيا على الأسباب والمسببات يقوم به تعالى في وجوده وفاعليته ، فالملائكة مثلا لا يفعلون إلا بأمره وإرادته ويكونون رسلا منه ، كما أشار إليه في قوله : " جاعل الملائكة