نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 262
في الكل قبيحا ، يكون كذلك بالنسبة إلى بعض النفوس ، إذ جميع النفوس مستعدة للاستكمال ، فاللازم هو بعث النبي الذي فاق الآخرين في الصفات المذكورة حتى يتمكن من هدايتهم وتربيتهم في أي درجة ومرتبة كانوا . ولقد أفاد وأجاد في توضيح المراد حيث قال : " إعلم أن الانسان من حيث الكمال لا يقف على حد ، بل في كل حد منه كان له إمكان أن يجوز إلى حد بعده ، إن اجتمعت الشرائط ، فمقتضى لطفه وجوده تعالى أن يكون بين الناس من يتيسر له تزكية الناس ، وتكميل كل أحد وترقيته من أي حد إلى ما فوقه ، بتقريب الشرائط ، وهو النبي أو مثله ممن يقوم مقامه ، فلابد أن يكون هو في حد كامل بحيث يتيسر منه ذلك في جميع المراتب ، وتنقاد الأمة للتعلم عنده والخضوع لديه " [1] ولعل من اقتصر على أصل الصفات لا الأكملية زعم أن النبي مخبر عن الله تعالى ، ولم يلتفت إلى أن التزكية والتربية أيضا من شؤونه ، فيجب أن يكون في الصفات أعلى مرتبة . وقد يستدل على اتصاف النبي بأفضل الصفات الخلقية والعقلية ، بأنه يجب أن يكون أفضل أهل زمانه ، لقبح تقديم المفضول على الفاضل عقلا وسمعا . قال الله تعالى : " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون " [2] . ثم لا يخفى عليك أن من اشترط اتصاف الأنبياء بكمال العقل والذكاء والفطنة ولم يشترط الأكملية فيها ، استدل له بأنه لولاه لكان منفرا ، كما قال العلامة الحلي - قدس سره - في شرح تجريد الاعتقاد : " ويجب أن يكون النبي في غاية الذكاء والفطنة وقوة الرأي ، بحيث لا يكون ضعيف الرأي ، مترددا في
[1] توضيح المراد : ج 2 ص 650 . [2] يونس : 35 راجع أيضا شرح الباب الحادي عشر ص 38 الطبعة الحديثة في طهران ، اللوامع الإلهية ص 211 .
262
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 262