responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 191


له فيه ، ومعنى ظهر فيه أي ظهر منه " [1] .
وعليه فظهور الرأي بالخصوص على خلاف الرأي السابق وتبدله ، ليس داخلا في حاق لفظ البداء ، لإمكان أن يتصور البداء لنفس الشئ ، بأن يظهر نفسه بعد خفائه ، كما أن المراد من الآية التي استدل بها في المفردات هو كذلك ، فإن ما بدا لهم هو نفس ما لم يكونوا يحتسبون ، كما يمكن أن يتصور البداء بظهور الشئ بعد عدمه ، كظهور الموت بعد الحياة وبالعكس ، ومرجع الظهور في الفرضين إلى الظهور منه تعالى للناس مطلقا سواء كان موتا أو حياة أو أجرا أو غير ذلك ، فالبداء لا يختص بتبدل الرأي وظهوره على خلاف الرأي السابق مع اقترانه بالندامة كما هو المصطلح عند العامة ، بل هو مصداق من مصاديق الظهور فالبداء أعم من تبدل الرأي ، لما عرفت من أنه هو الظهور كما اختاره الشيخان - قدس سرهما - وصرح به المصباح المنير والمفردات ، ومما ذكر يظهر ما في البحار حيث قال : " اعلم أنه لما كان البداء - ممدودا - في اللغة بمعنى ظهور رأي لم يكن ، يقال : بدا الامر بدوا : ظهر ، وبدا له في هذا الأمر بداء ، أي نشأ له فيه رأي ، كما ذكره الجوهري ، فلذلك يشكل القول بذلك في جناب الحق تعالى ، انتهى موضع الحاجة منه " .
لما عرفت من أن البداء في اللغة لا يختص بتلك الصورة ، وقول الجوهري لا ينافي سائر أقوال اللغويين ، لأنه فسره بأحد مصايقه ، مع أن الآخرين صرحوا بأعمية البداء من ذلك ، ولم يشترطوا فيه تبدل الرأي والندامة ، هذا مضافا إلى أن كلا المعنيين مذكوران في عبارته كما لا يخفى ، وعلى ما ذكر فإن أراد المصنف بقوله : " البداء في الانسان - الخ " تفسير البداء بذلك واختصاصه به ، ففيه ما عرفت من عدم اختصاصه به ، وإن أراد بذلك ذكر مصداق من مصاديقه



[1] راجع بحار الأنوار : ج 4 ص 125 - 126 ذيل الصفحات .

191

نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست