responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 187


أبا جعفر عمل في هذا الباب على أحاديث شواذ ، لها وجوه يعرفها العلماء متى صحت وثبتت أسنادها ، ولم يقل فيه قولا محصلا " [1] نعم رواه السيد في نهج البلاغة أيضا أنه قال - وقد سئل عن القدر - : " طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجوه ، وسر الله فلا تتكلفوه " [2] فافهم .
وثانيا : بأن دلالتها على الحرمة التكليفية غير واضحة ، لأن لحن جملة منها هو لحن الارشاد كالنهي عن التكليف ، والأخبار بأن القضاء والقدر واد مظلم وبحر عميق . هذا ، مضافا إلى شهادة ذيل الرواية الثانية على أن المنهي عنه هو السعي للاطلاق على كنه المقدرات والاشراف عليها ، ومن المعلوم أنه أمر لا يناله الإنسان نيلا كاملا ، ولا مصلحة فيه ، بل لا يخلو عن المفسدة كما لا يخفى فكما أن التأمل حول كنه ذاته تعالى ممنوع ، كذلك التأمل حول كنه المقدرات ممنوع ، لأنه فوق مستوى مقدور البشر ولا يزيده إلا الحيرة والفساد ، وأما فهم معنى القضاء والقدر فلا يكون موردا للنهي فيها .
وثالثا : بأن الغور في معنى القضاء والقدر لو كان حراما ، لما أجاب الأئمة - عليهم السلام - عن السؤال فيه ، مع أنهم أجابوا السائلين وأوضحوا المراد منهما ، بل قد يكون الجواب في ذيل النهي المذكور ، بعد اصرار السائل عن فهم معناه ، كما في الرواية الأولى ، حيث قال السائل في المرتبة الرابعة : " يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، قال : فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - : أما إذا أبيت فإني سائلك : أخبرني أكانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد أم كانت أعمال العباد قبل رحمة الله ؟ قال : فقال له الرجل : بل كانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد " [3] إلى أخر ما قال - عليه السلام - في توضيح المراد منهما فراجع .



[1] تصحيح الاعتقاد : ص 19 .
[2] بحار الأنوار : ج 4 ص 124 .
[3] بحار الأنوار : ج 5 ص 111 .

187

نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست