نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 158
يقتضيه الوجدان ، قال أبو الهذيل : " حمار بشر أعقل من بشر " [1] ولعله لأن الحمار عند رؤية الحفرة لا يدخل فيها ، بل يمشي مع الاختيار ، فكيف يكون الإنسان في أفعاله بلا اختيار ؟ وقد يتخيل الجبر بتوهم أن الجبر مقتضي علمه تعالى بالأمور من الأزل ، وغاية تقريبه أن الله تعالى علم بكل شئ من الأزل ، فحيث لا تبديل ولا تغيير في علمه الذاتي ، فما تعلق العلم به في الأزل يقع في الخارج ، طبقا لما علمه من دون اختيار ، وإلا فلا يكون علمه علما ، فمن كان في علمه تعالى عاصيا لا يمكن أن يصير مطيعا . ولكن الجواب عنه واضح ، حيث أن العلم الذاتي لا يسلب الاختيار عن المختار ، فمن كان في علمه عاصيا بالاختيار يصير كذلك بالاختيار ، وإلا لزم أن يكون علمه جهلا وهو محال . ثم إنه يظهر من بعض كلمات المتكلمين من الأشاعرة ، أن مجرد مقارنة الإرادة في أفعالنا مع الفعل الصادر عن الله تعالى ، يكفي في تسمية الفعل بالمكسوب ، مع أنه كما ترى ، إذ لا أثر للإرادة على المفروض في الفعل ، ولذا قال في قواعد المرام : " فأما حديث الكسب فهو اسم بلا مسمى " ( 3 ) . وخامسا : أن التوالي الفاسدة لهذا القول كثيرة ، منها امتناع التكليف ، لأن الناس غير قادرين ، والتكليف بما لا يطاق قبيح ، ومنها لغوية ارسال الرسل والأنبياء ، لأن اتباعهم ليس تحت قدرتهم ، ومنها عدم الفائدة في الوعد والوعيد ، لأن المفروض عدم دخالة الناس في الأفعال ، ومنها أنه لا معنى للمدح والذم بالنسبة إلى أفعال العباد ، لعدم دخالتهم فيها أصلا . كما حكي عن مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - أنه قال في الجواب عن