نام کتاب : أهل البيت في الحياة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 48
إذن ، فهذه القضية هي قضية ترتبط بكلا الجانبين ، الجانب الإلهي الخالق المنعم الكريم الجواد المتفضل على أنبيائه ، المجيب لدعائهم وندائهم ، وبالجانب الإنساني العبودي ، المتمثل بهؤلاء الأنبياء الذين أخلصوا لله تعالى في العبودية - أيضا - فإنه من جملة إخلاصهم وإحساسهم بالعلاقة الأكيدة مع الله تعالى ، إنهم كانوا يتمنون على الله ويرجون منه ويدعونه في أن يجعل من ذرياتهم أئمة وهداة ، يضمن لهم البقاء والاستمرار في عبوديتهم لله تعالى ودورهم ومهمتهم في الحياة الإنسانية . فهذا إبراهيم عليه السلام وهو شيخ الأنبياء ، عندما خاطبه الله تعالى وابتلاه بكلمات من عنده ، فجعله إماما للناس ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما . . . ) ، كان أول شئ يطرحه على الله تعالى ويرجوه منه ، عندما يحمله الله تعالى هذه المسؤولية ، هو أن تكون هذه الإمامة في ذريته - أيضا - ( . . . قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) [1] وكذلك الحال في إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وهما يقيمان دعائم البيت ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا