نام کتاب : أهل البيت في الحياة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 23
إلى الرسالات السابقة ، لأنها الرسالة الأهم والأعظم ، فكيف لا تحتاج إلى من يتابعها ، مع أن الرسالات الأقل احتاجت إلى مثل هذه المتابعة ؟ والسبب في ذلك هو أن هذه الرسالة ، وإن أصبحت من حيث مضمونها ومحتواها الرسالي رسالة خاتمة وكاملة ، ولا تحتاج عندئذ إلى متابعة على مستوى ( الأنبياء ) لبيان أصل الرسالة وثبت الأصول ، لأن النبي صلى الله عليه وآله أكملها في بلاغها وعرضها على الناس ، وقد صرح القرآن الكريم بذلك : ( . . . اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلم دينا . . . ) [1] إذن ، فالرسالة الخاتمة من هذه الناحية لا تحتاج إلى إكمال على مستوى البلاغ والتبشير والانذار الذي يتحمله الأنبياء عادة ، لمعالجة الانحرافات وتثبيت الأصول والأسس ، نعم قد تحتاج إلى إكمال بيان بعض التفاصيل ، ولكن ذلك وحده لا يحتاج إلى الإمامة ودورها الكبير في النظرية الإسلامية . كما شاء الله سبحانه وتعالى أن تختص الرسالة الإسلامية من بين الرسالات الأخرى بضمانات ووسائل الحفظ من الضياع والتحريف