أبو عمر ، والعلامة شمس الدين البخاري ، وسائر الحنابلة ، وعدة من أهل الأثر ، وكان بالبلد أيضاً خلق من العلماء لا يكفرونه ، نعم ولا يصرحون بما أطلقه من العبارة لما ضايقوه ( ؟ ) ولو كف عن تلك العبارات ، وقال بما وردت به النصوص لأجاد ولسلم فهو ( الأولى ) فما في توسيع العبارات الموهمة خير ، وأسوأ شئ قاله أنه ضلل العلماء الحاضرين ، وأنه على الحق ، فقال كلمة فيها شر وفساد وإثارة للبلاء ، رحم الله الجميع وغفر لهم ، فما قصدهم إلا تعظيم الباري عز وجل من الطرفين ، ولكن الأكمل في التعظيم والتنزيه الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة ، وهذا هو مذهب السلف رضي الله عنهم . وبكل حال فالحافظ عبد الغني من أهل الدين والعلم والتأله والصدع بالحق ، ومحاسنه كثيرة ، فنعوذ بالله من الهوى والمراء والعصبية والافتراء ، ونبرأ من كل مجسم ومعطل ) . انتهى . وقد كان الذهبي بارعاً في محاولته إلصاق مذهبه ومذهب أستاذه ابن تيمية بمفوضة السلف ، حيث استغل سكوتهم وفسره بأنه تبن للتفسير الحسي ! ( قال في سيره : 10 / 505 : ( قلت قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم وما أبقوا ممكناً ، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلاً وهي أهم الدين ، فلو كان تأويلها سائغاً أو حتماً لبادروا إليه ، فعلم قطعاً أن قراءتها وإقرارها على ما جاءت هو الحق ، لا تفسير لها غير ذلك ، فنؤمن بذلك ونسكت اقتداء بالسلف ) . انتهى . وقد ارتكب في هذا النص تحريفاً وألبسه ثوب الإستدلال ! وهي جرأة قلما توجد عند أسلافه من المجسمة !