* قال جامع الأحاديث القدسية : 2 / 46 : ( كل آيات الصفات وأحاديث الصفات علينا أن نؤمن بها ونعتقد بها ما قاله السلف ، وهو التفويض إلى الله تعالى مع إيماننا بالتنزيه ، وما قاله الخلف في التأويل يحتاج إلى علم أكثر فالأحسن مذهب السلف لسلامته من الوقوع في الخطر ، وتأويل كلام الله أو كلام رسوله بما لا يكون مراداً لله خطر جسيم ) . انتهى . أما سبب هذا العجز العلمي فليس هو النقص في مستوى أولئك العلماء ، فإن فيهم أصحاب أذهان عميقة ، بل لأن روايات النزول والرؤية والتشبيه والتجسيم التي روجتها الدولة مناقضة للعقل والقرآن ، ومتناقضة فيما بينها ، فهي لا تقبل التفسير المعقول ! ولكنهم اضطروا لقبولها لأنها صحيحة بمقاييسهم التي ألزموا أنفسهم بها ، فكان الحل عندهم أن اكتفوا بروايتها وتهربوا من تفسيرها ، وأوجبوا على المسلمين الإيمان بها بلا سؤال ! ! إنها ظاهرة ملفتة أن يقبل علماء إخواننا التناقض ويفرضوا على المسلمين الإيمان به ! ليس في هذه المفردة وحدها ، بل في مسائل كثيرة استلموها من السلف على تناقضها وسلموها كذلك إلى الأجيال ، وطلبوا منهم أن يقبلوها ويؤمنوا بها ، بلا تفسير ولا سؤال ! ! وكل ذلك يرجع إلى مسألة تناقض الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وآله هو أساس كل تناقض يتراءى في مفاهيم الإسلام وأحكامه ، وقد أكده موقفهم الرسمي الذي اتخذوه إخواننا من الصحابة فقالوا : كلهم عدول ، ونتولاهم كلهم أجمعين ، أكتعين ، أبصعين ! ومن يتولى مجموعة متناقضة ، كيف لا يقع في التناقض ؟ !