إذا قيل كيف يضحك وكيف وضع قدمه ؟ قلنا : لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره ) . انتهى . دلالات نصوص المفوضين من هذه النصوص الشرائح عن التفويض تتضح حقائق كثيرة ، أهمها الحقائق الخمسة التالية : الأولى : أن مذهب التفويض متأخر عن مذهب التأويل . الثانية : أن السلف بمعنى جيل الصحابة كانوا متكلين على وجود النبي صلى الله عليه وآله وقد يسألونه وقد لا يسألونه ! ثم اتكلوا من بعده على الخليفة وما يقوله ، أو على الإمام من أهل البيت عليهم السلام وما يقوله . الثالثة : أن السلف بمعنى التابعين كان أكثرهم متأولين ، وقد يكون فيهم مفوضة . أما تابعو التابعين والجيل الرابع فقد كثر فيهم المفوضة حتى صار التفويض هو المذهب الرسمي لأهل الحديث في مقابل الشيعة المتأولة ، ثم في مقابل المعتزلة المتأولة أيضاً . الرابعة : أن التفويض يكاد أن يكون محصوراً في صفات الذات الإلهية ، من نوع الاستواء على العرش والضحك والغضب ، أما صفات الأفعال فكان التأويل فيها أكثر . الخامسة : أن كون الشخص مفوضاً لا يعني أنه لا يتأول ، فقد يكون مفوضاً في بعض الصفات ومتأولاً في بعضها ، وقد تقدم عن الإمام مالك من إرشاد الساري : 9 / 187 أنه أول النزول بنزول رحمته تعالى وأمره أو ملائكته ، وتقدم عنه من الدر المنثور : 3 / 91 التفويض في معنى الاستواء ، وهو الذي حاول المجسمة تحريفه والاستشهاد به لمذهبهم .