لقد تعجب العالم من مقاومة أبناء الشيعة وصمودهم في جنوب لبنان ، وافتخر بهم العرب والمسلمون . . ولكن إخواننا الوهابيين لم يعجبهم ذلك ! فإذا ذكروهم لا يعبرون عن قتلاهم بالشهداء ، لأنهم بزعمهم مشركون لا يعملون لله تعالى ، ولا يجاهدون في سبيله ! إنهم يرون شاباً في الثامنة عشرة من عمره ، نشأ على التقوى ، ورفض مغريات الدنيا ، ولم يأنس إلا بالإيمان والمسجد والقرآن ، والشوق إلى لقاء الله تعالى والشهادة في سبيله . . يرونه يقتحم تحصينات بني يهود ، حاملاً روحه على كفه ، تالياً ذكر ربه ، مدوياً صوته بالتكبير ، ثابت الجنان ، قوي الضربة ، ناثراً أشلاءه قرباناً لله تعالى ، محطماً أسطورة الخوف من قلوب المسلمين ، تاركاً لهم وصيته بالجهاد في سبيل الله . . فلا يُعْجِبْ ذلك إخواننا ، ولا يهتز لهم حِسّ ! ! إنهم لا يعجبهم منا العجب ، ولا الصيام في رجب ! لكن تعجبهم أحكامهم على خالفهم بالكفر والشرك ! ويعجبهم أنهم لا يتحملون البحث العلمي الهادئ ! لقد نشروا في هذه السنوات أكثر من 500 كتاباً وكتيباً ضد الشيعة ، وفيها الكثير من الأحكام القاسية ، والألفاظ السوقية ، والقليل من العلم . . فهل يتحملون كتيباً علمياً ينقد أفكارهم في الإيمان والتوحيد ؟ آمل أن يكون لعلمائهم من سعة الصدر ما لعلماء الجامعات الغربية الذين يأنس بعضهم بالنقد الفكري . . بل آمل أن يكون عندهم سعة صدر علماء السلف الصالح ، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب .