وأما قوله : ولقد رآه نزلة أخرى عند سدره المنتهى ، يعني محمداً صلى الله عليه وآله كان عند سدرة المنتهى حيث لا يتجاوزها خلق من خلق الله ، وقوله في آخر الآية : ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ، رأى جبرئيل عليه السلام في صورته مرتين هذه المرة ومرة أخرى ، وذلك أن خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلا الله رب العالمين ) . انتهى . ( وروى نحوه الطبرسي في الإحتجاج : 1 / 358 - 362 وفيه : ( جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال له : لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم . فقال له عليه السلام : وما هو ؟ . . . إلى آخره وفيه زيادة . . ) . ورواه المجلسي في بحار الأنوار : 4 / 32 . ( وروى الصدوق في التوحيد ص 99 : ( أبي رحمه الله قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للزنديق حين سأله ما هو ؟ قال : هو شئ بخلاف الأشياء ، أرجع بقولي شئ إلى إثبات معنى ، وأنه شئ بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة ) . ( وروى في ص 176 : ( عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا عليه السلام : يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ؟ فقال عليه السلام : لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك ، إنما قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل