على أن يذهبا فلم يرجعان ، وأن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهاراً والنهار ليلاً ؟ اضطرا والله . يا أخا أهل مصر ، إن الذي تذهبون إليه وتظنون من الدهر ، فإن كان هو يذهبهم فلم يردهم ؟ وإن كان يردهم فلم يذهب بهم ؟ أما ترى السماء مرفوعة ، والأرض موضوعة ، لا تسقط السماء على الأرض ، ولا تنحدر الأرض فوق ما تحتها ، أمسكها والله خالقها ومدبرها . قال فآمن الزنديق على يدي أبي عبد الله ، فقال : يا هشام خذه إليك وعلمه ) . ( وفي الإحتجاج : 2 / 142 : ( وعن هشام بن الحكم قال : اجتمع ابن أبي العوجاء وأبو شاكر الديصاني الزنديق وعبد الملك البصري وابن المقفع ، عند بيت الله الحرام يستهزؤون بالحاج ويطعنون بالقرآن ! فقال ابن أبي العوجا : تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القرآن وميعادنا من قابل في هذا الموضع ، نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله ، فإن في نقض القرآن إبطال نبوة محمد ، وفي إبطال نبوته إبطال الإسلام وإثبات ما نحن فيه . فاتفقوا على ذلك وافترقوا ، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام . فقال ابن أبي العوجاء : أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الآية : فلما استيأسوا منه خلصوا نجياً ، فما أقدر أن أضم إليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئاً ، فشغلتني هذه الآية عن التفكر في ما سواها . فقال عبد الملك : وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية : يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ، إن الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو