ومنها قوله تعالى : ثم استوى على العرش ، قال الخليل بن أحمد : العرش : السرير فكل سرير ملك يسمى عرشاً ، والعرش مشهور عند العرب في الجاهلية والإسلام ، قال الله تعالى : ورفع أبويه على العرش وقال تعالى : أيكم يأتيني بعرشها . واعلم أن الاستواء في اللغة على وجوه منها : الإعتدال ، قال بعض بني تميم : فاستوى ظالم العشيرة والمظلوم أي اعتدلا ، والاستواء تمام الشيء ، قال الله تعالى : ولما بلغ أشده واستوى ، أي تم . والاستواء القصد إلى الشيء ، قال تعالى : ثم استوى إلى السماء ، أي قصد خلقها . والاستواء الاستيلاء على الشئ قال الشاعر : قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق ) ( وقال السقاف في شرح العقيدة الطحاوية ص 324 : ( يزعم المجسمة والمشبهة على اختلاف مشاربهم بأن الذي ينفي أن يكون الله تعالى داخل العالم وخارجه يكون منكراً لوجوده سبحانه ، وهذه مغالطة واضحة لا قيمة لها ! وذلك لأنهم يقيسون الله تعالى على الأجسام ويتوهمون أن الله سبحانه شئ كالأشياء يأخذ حيزاً في الفراغ كبقية الأجسام ! وبعضهم يتخيله سبحانه وتعالى جسماً كثيفاً كالإنسان ، وبعضهم يتخيل بأنه من قبيل الأشياء اللطيفة كالهواء والنور والغاز ونحو ذلك ! وجميعهم متفقون مهما حاولوا الإنكار على أنه جسم يتخيله ويتصوره العقل بإزاء العالم ، خارجاً عنه ! ونحن بدورنا يجب علينا أن نجلي المسألة ونكشف عما كان غامضاً منها ونبين ما هو القرآن الصحيح في ذلك من نصوص الكتاب والسنة حتى يتبين مذهب أهل الحق فيها .