كيف كما قال : لما خلقت بيدي ، بل يداه مبسوطتان ، وأن له عينين بلا كيف ، وأن له وجهاً كما قال : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . وقال : ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله ( ص ) أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر . إلى أن قال : ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال : وجاء ربك والملك صفاًّ صفاًّ ، وأنه يقرب من خلقه كيف شاء كما قال : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد . وفي الرسالة الخامسة لمحمد بن عبد اللطيف المذكور : ونعتقد أن الله تعالى مستوٍ على عرشه عال على خلقه ، وعرشه فوق السماوات ، قال تعالى : الرحمن على العرش استوى ، فنؤمن باللفظ ونثبت حقيقة الاستواء ولا نكيف ولا نمثل . قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس وبقوله نقول ، وقد سأله رجل عن الاستواء فقال : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة . . . ونقول : يلزم من ذلك أحد أمرين : التجسيم أو القول بالمحال وكلاهما محال ، لأن حصول حقيقة الاستواء مع عدم الكيف محال بحكم العقل ، ومع الكيف تجسيم ، فلا بد من التأويل والمجاز ، والقرينة العقل . ومنه تعلم أن الكلام المنسوب إلى الإمام مالك لا يكاد يصح ، وحسن الظن به يوجب الريبة في صحة النسبة إليه ، وذلك لأن قوله الاستواء معلوم إن أراد أنه معلوم بمعناه الحقيقي فهو ممنوع بل عدمه معلوم بحكم العقل باستحالة الجسمية عليه تعالى ، واستحالة الاستواء الحقيقي بدون الجسمية . . . ثم كيف يكون السؤال بدعة ، والتصديق بالمجهول محال ؟ ! وإن أراد أنا نؤمن به على حسب المعنى الذي أراده الله تعالى منه وإن لم نعلمه تفصيلاً ،