هذا المقام من القبائح وسوء الإعتقاد ما تصم عنه الآذان ، ويقضي عليه بالزور والكذب والضلال والبهتان ، قبحهما الله وقبح من قال بقولهما . والإمام أحمد وأجلاء مذهبه مبرؤون عن هذه الوصمة القبيحة كيف وهي كفر عند كثيرين . انتهى . وعن المولوي عبد الحليم الهندي في حل المعاقد حاشية شرح العقائد : كان تقي الدين ابن تيمية حنبلياً لكنه تجاوز عن الحد وحاول إثبات ما ينافي عظمة الحق تعالى وجلاله ، فأثبت له الجهة والجسم ، وله هفوات أخر . . . وحكم قاضي القضاة بحبسه سنة 705 ثم نودي بدمشق وغيرها من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه ، كذا في مرآة الجنان للإمام أبي محمد عبد الله اليافعي ، ثم تاب وتخلص من السجن سنة 707 وقال إني أشعري ، ثم نكث عهده وأظهر مرموزه فحبس حبساً شديداً ، ثم تاب وتخلص من السجن وأقام في الشام ، وله هناك واقعات كتبت في كتب التواريخ ورد أقاويله . وبين أحواله الشيخ ابن حجر في المجلد الأول من الدرر الكامنة ، والذهبي في تاريخه ، وغيرهما من المحققين . والمرام أن ابن تيمية لما كان قائلاً بكونه تعالى جسماً قال بأنه ذو مكان ، فإن كل جسم لا بد له من مكان على ما ثبت ، ولما ورد في الفرقان الحميد ( الرحمن على العرش استوى ) قال إن العرش مكانه ، ولما كان الواجب أزلياً عنده وأجزاء العالم حوادث عنده ، اضطر إلى القول بأزلية جنس العرش وقدمه وتعاقب أشخاصه الغير المتناهية ، فمطلق التمكن له تعالى أزلي والتمكنات المخصوصة حوادث عنده ، كما ذهب المتكلمون إلى حدوث التعلقات . انتهى .