ولا بد للمجاز من قرينة كقولنا في المثال المتقدم في الحمام ، لأن الحيوان المفترس لا يكون في الحمام عادة ، وقد تكون القرينة حالية لا مقالية فتخفى على بعض الأفهام ويقع فيها الاشتباه . وقد يكثر استعمال اللفظ في المعنى المجازي حتى يصير مجازاً مشهوراً لا يحتاج إلى قرينة غير الشهرة ، وقد يكثر حتى يبلغ درجة الحقيقة فيسمى منقولاً ) . ( وقال في كشف الإرتياب ص 119 : ( وادعى الوهابيون أنهم هم الموحدون وغيرهم من جميع المسلمين مشركون كما سيأتي ، ولكن الحقيقة أن ابن تيمية وابن عبد الوهاب وأتباعهما قد أباحوا حمى التوحيد وهتكوا ستوره وخربوا حجابه ، ونسبوا إلى الله تعالى ما لا يليق بقدس جلاله ، تقدس وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً . فأثبتوا لله تعالى جهة الفوق ، والاستواء على العرش الذي هو فوق السماوات والأرض ، والنزول إلى سماء الدنيا ، والمجئ والقرب وغير ذلك ، بمعانيها الحقيقية ، وأثبتوا له تعالى الوجه واليدين اليد اليمنى واليد الشمال والأصابع والكف والعينين ، كلها بمعانيها الحقيقية دون تأويل ، وهو تجسيم صريح . وحملوا ألفاظ الصفات على معانيها الحقيقية فأثبتوا لله تعالى المحبة والرحمة والرضا والغضب وغير ذلك بمعانيها الحقيقية من غير تأويل ، وأنه تعالى يتكلم بحرف وصوت ، فجعلوا الله تعالى محلاًّ للحوادث وهو يستلزم الحدوث ، كما بين في محله من علم الكلام . أما ابن تيمية فقال بالجهة والتجسيم والاستواء على العرش حقيقة والتكلم بحرف وصوت . وهو أول من زَقَا بهذا القول وصنف فيه رسائل مستقلة كالعقيدة الحموية والواسطية وغيرهما ، واقتفاه في ذلك تلميذاه ابن القيم