الإجماع ، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدسة ، وأن الافتقار إلى الجزء ليس بمحال ، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى ، وأن القرآن محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن ، وأنه يتكلم ويسكت ، ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات ، وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم ، والتزمه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لها ، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديماً ، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل ، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الأمة ، ولا وقفت به مع أمة من الأمم همة . وكل ذلك وإن كان كفراً شنيعاً مما تقل جملته بالنسبة إلى ما أحدث في الفروع . انتهى . وهي رسالة نفيسة أجاد فيها رضي الله عنه الرد عليه وبيان الحق في المسألة وقد طبعت بدمشق . وفي التحقيق الدقيق الذي قام به العلامة الكوثري في كتابه تكملة الرد على نونية ابن القيم المطبوع مع السيف الصقيل ما يغنينا عن الإطالة في شرح حال هذا الرجل وشيعته . أجارنا الله وسائر المسلمين من اتباع الهوى ) . انتهى . ( وقال القضاعي في فرقان القرآن ص 17 : ( ولهذه الفئة ولع شديد بافتراء الأباطيل ونسبتها إلى أكابر أئمة هذه الأمة ، ولو استقريت القرون منذ نجمت هذه البدعة لرأيت في كل قرن إلى زمانك هذا من هذه الطائفة فلولا تشاغب وتموه وبإزائهم جيوشاً من أهل السنة بحق تدافع وتبين ، بين مناظر يجادل عن الحق في المجالس الخاصة والعامة ، ومؤلف يزيل ظلمات شبههم بنور الحجج المعقولة ، حتى تركوا من هذه المؤلفات القيمة لطالب الهدى ثروة لا تنفد ، وكنوزاً لا تبيد على الأبد ، ومن هذه الكنوز الفائقة وتلك الثروات العظيمة كتاب الإمام الحافظ الثقة الحجة المبرز