الحافظ ابن حجر ( قال ابن حجر في فتح الباري : 3 / 23 : ( قوله : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) استدل به من أثبت الجهة ، وقال هي جهة العلو ، وأنكر ذلك الجمهور ، لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك . وقد اختلف في معنى النزول على أقوال ، فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة ، تعالى الله عن قولهم ! ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة ، وهو مكابرة . والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك وأنكروا ما في الحديث إما جهلاً وإما عناداً . ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمناً به على طريق الإجمال منزهاً الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف ، نقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم . ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب . ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف . ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريباً مستعملاً في كلام العرب وبين ما يكون بعيداً مهجوراً فأول في بعض وفوض بعض ، وهو منقول عن مالك ، وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد .