ولا يبعد أن يكون أصل تعبير ( الفرية على الله ) نبوياً ، وأن تكون عائشة وأهل البيت أخذوه منه صلى الله عليه وآله . ( وقد روى أحمد شبيهاً له في مسنده 3 / 491 عن واثلة بن الأسقع قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أعظم الفرية ثلاث . . . إلخ ) . كما لا يبعد أن يكون في أصله وصفاً لليهود . ( وقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد : 4 / 122 أن عبد الله بن رواحة قاله ليهود خيبر : ( فلما طاف في نخلهم فنظر إليه قال : والله ما أعلم من خلق الله أحداً أعظم فرية عند الله وعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منكم ) . انتهى . وأوضح من ذلك الرواية التالية التي تدل على أن اليهود منبع ( الفِرَى ) على الله تعالى . ( وروى المجلسي في بحار الأنوار 36 / 194 : ( عن ابن عباس أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوماً وعنده كعب الحبر . إذ قال ( عمر ) : يا كعب أحافظ أنت للتوراة ؟ قال كعب : إني لأحفظ منها كثيراً . فقال رجل من جنبة المجلس : يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه ، ومِمَّ خلق الماء الذي جعل عليه عرشه ؟ فقال عمر : يا كعب هل عندك من هذا علم ؟ فقال كعب : نعم يا أمير المؤمنين ، نجد في الأصل الحكيم أن الله تبارك وتعالى كان قديماً قبل خلق العرش وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء ، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة ،