ولكنهم يجيبونك بأن المسألة سهلة ، لأنا نتحول هنا إلى متأولين ولكن بطرق ملتوية لا يكون فيها ممسك علينا بأنا صرنا متأولة ، فنؤول كل ما يخالف مذهبنا بغير ظاهره ، ونحرم تفسيره بالظاهر ! فنقول إن الأبصار لا تدركه ، يعني لا تحيط به ، أو لا تدركه لصغر حجمنا وكبر حجمه ، فلا نرى إلا جزءاً منه أو نقول : إن المنفي بقوله تعالى ليس كمثله شئ ، هو المثل وليس الشبيه ، ونحن ننفي المثل والند والكفؤ ولا يجب علينا نفي الشبيه لله تعالى لا بنقل ولا بعقل ، على حد تعبير إمامهم ابن تيمية ! وإذا قلت لهم : إذا فسرتم قوله تعالى : استوى على العرش ، بأن الله تعالى موجود جالس على العرش ، فماذا تصنعون بقوله تعالى : وهو معكم أينما كنتم ؟ فإن هذه الآية تنقض مقولتكم بأنه تعالى موجود في مكان محدد من الكون ، وتدل على أن وجوده من نوع آخر غير نوع الكون ! بل كما قال علي عليه السلام : مع كل شئ لا بملامسة ، وغير كل شئ لا بمباينة . فيقولون لك : المسألة سهلة ، نهرب من الاعتراف بالمعية ومن تأويلها معاً ، ونتهم الذين يحتجون بها بأنهم ينكرون علو الله تعالى على عرشه ويريدون إثبات سفوله . . وهذا ما فعله مفتيهم الشيخ ابن باز فقال في فتاويه : 2 / 89 : ( والذي عليه أهل السنة في ذلك أن الله سبحانه موصوف بالمعية على الوجه الذي يليق بجلاله ، مع إثبات استوائه على عرشه وعلوه فوق جميع خلقه وتنزيهه عن مخالطته للخلق ، ولما كانت الجهمية والمعتزلة يحتجون بآيات