مذاهب المسلمين في آيات الصفات وأحاديثها عندما قبل إخواننا السنة أحاديث الرؤية وأمثالها تورطوا فيها ، وانقسموا في تفسيرها من القرن الأول إلى أربعة مذاهب وأكثر ، وقد وُلِدَتْ هذه المذاهب العقائدية قبل أن تولد مذاهبهم الفقهية بمدة طويلة ، وبقيت حاكمة على أئمة المذاهب الفقهية وأتباعهم إلى يومنا هذا ! المذهب الأول : مذهب التأويل الذي يوافق مذهب أهل البيت تقريباً ، ويجعل الأساس في تنزيه الله تعالى الآيات المحكمة في التوحيد مثل قوله تعالى : ليس كمثله شئ ، لا تدركه الأبصار . ويقول بتأويل كل نص يظهر منه التشبيه أو الرؤية بالعين ، لينسجم مع حكم العقل وبقية الآيات والأحاديث . والظاهر أن المتأولين هم أكثرية علماء إخواننا السنة من مجموع القدماء والمتأخرين ، ومنهم عامة الفلاسفة والمعتزلة . المذهب الثاني : مذهب التفويض وتحريم التأويل ، ومعناه الامتناع عن تفسير آيات الصفات وأحاديثها بل تفويض معناها إلى الله تعالى ، وتحريم الكلام في معانيها مطلقاً ، وهو مذهب كثير من قدامي الرواة والمحدثين ، وقليل من المتأخرين .