نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 68
به ، وهو غير ما قد يفهمه الانسان بعيدا عن حقيقة أمير الموحدين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقدرته وعلمه . وهكذا في امامنا زين العابدين ( عليه السلام ) ففهمنا لصبره على الأسر والقيود والسلاسل يختلف باختلاف عقيدتنا به ، لذا يأتي انه عندما حزن بعض أهل الشام على أسره وتقيده ، قام الإمام ( عليه السلام ) باخراج يديه ورجليه من القيود وأخبره انه يقدر على أكثر من ذلك ( 1 ) . وما مراد الإمام ( عليه السلام ) إلا أن يعرفه انه مع قدرته وعلمه وامكان تصرفه بالكون ، يصبر على البلاء ويلتزم بحكم الله تعالى . وهكذا عندما خرج من السجن وذهب لدفن والده الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء ( 2 ) . والمسألة أوضح في امام زماننا أرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ، فمع قدرته وعلمه وتسخير الجن والإنس والجبال والسماء وجنودهما ، ينتظر قضاء الله في الخروج كل يوم جمعة ، مع عشقه للخروج وتفريج الهموم عن شيعته ومحبيه ومنتظريه ، ومع بكائه دما بدل الدموع على جده الحسين ( عليه السلام ) لتأخير الاخذ بثأره . فكل حركات وسكنات آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) يختلف تفسيرها باختلاف معرفتهم بالنورانية كما تقدم عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . هذا وقد أخبرونا ان الكلمة والحديث منهم ينصرف على سبعين وجها فافهم ( 3 ) .
1 - تذكر الخواص : 292 ، وحلية الأولياء : 3 / 135 ترجمته ، وكفاية الطالب : 448 ، ومشارق الأنوار : 120 ، وترجمة زين العابدين من تاريخ دمشق : 31 ح 42 ، وينابيع المودة : 2 / 431 - 436 . 2 - تذكرة الخواص : 292 باب 12 في ذكر علي بن الحسين . 3 - التزام الناصب : 1 / 29 ، والاختصاص : 12 / 288 ، واثبات الوصية : 214 .
68
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 68