نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 129
تنوير ولائي مرتضوي وعلى هذا يحمل حديث النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) : " بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا " ( 1 ) . وروته العامة بلفظ : " يا علي ان الله تعالى قال لي : يا محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا ومعك ظاهرا " ، ثم قال صاحب كتاب القدسيات : وصرح بهذا المعنى في قوله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي ، ليعلموا ان باب النبوة قد ختم وباب الولاية قد فتح ( 2 ) . أقول : يوجه كلام صاحب كتاب القدسيات : ان باب الولاية كان موجودا مع كل نبي سرا ، إلا أنه لم يفتح ظاهرا ، فكانوا الأنبياء جميعا يستفيدون من هذا السر الولائي إلى أن وصل إلى النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) فظهر هذا السر إلى العلن . * ويؤيد ذلك : 1 - ما يأتي في الكتاب الرابع من توسل جميع الأنبياء بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وقد قدمنا نموذجا منه . 2 - وما روي عن أبي محمد العسكري ( عليه السلام ) قال : " فنحن السنام الأعظم وفينا النبوة والولاية والكرم ، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى ، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا " ( 3 ) . فهذا صريح في أن أنوار محمد وآل محمد ( عليهم السلام ) كانت مع كل نبي سرا ، والكون ليس لمجرده بل ليستفيدوا منه ، ويقتفون اثاره وآثار آل محمد التي لا يعرف تفسيرها إلا هم ، وإلا كيف يكون للنور السري مع كل نبي اثرا يقتفى ويهتدى به ؟ !