نام کتاب : الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم ( ص ) نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 142
منزلة روحية ينبغي عروج الروح إليها كي يمكن خوض عبابه ، وهذه المنزلة لها سلم تصاعدي وبالعكس ، فالآية الكريمة التي تتحدث عن قصة بلعم بن باعوراء ، تشير إلى أن بلعم هذا سبق له أن رقى روحيا إلى هذه المنزلة ولكنه سقط منها ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) ( 1 ) كما يظهر التمعن فيها ، فالانسلاخ من آيات الله يشير إلى أنه وصل إلى منزلة تمكن فيها من أن يحصل على معين من لطف الله ( آتيناه آياتنا ) ولكنه خرج عن هذه المنزلة فأتاح للشيطان أن يغويه ، وربما نجد في الآية نحو دلالة على أن تدخل الشيطان الإغوائي ، لا يبقى إذا ما اجتاز الإنسان عتبة هذه المنزلة ، أو لربما يراد أن يقال أن العروج إلى هذه المنزلة يتم في مراحله الأولى من خلال التحرر من إغواء الشيطان بحيث أنك ترقى إلى درجة لا وجود لإغواء الشيطان فيها . ( 2 )
1 - الأعراف : 175 . 2 - وهذا ما يستتبع القول بأن انحدار الإنسان في مهاوي الضلال ليس بسببه الشيطان فحسب ، بل تدخل أهواء النفس وتعللاتها من غرور وعجب وكسل وما إلى ذلك ، في جملة أسباب الضلال ، وهي ذات الأمور التي أسقطت إبليس في مهاوي المعصية ، فمنطوق الآية يوحي أن بلعم بن باعوراء قد وصل إلى الدرجة التي تلخص فيها من إغواء الشيطان ، بحيث أن هذا الإغواء لا تتحدث عنه الآية إلا بعد أن ينسلخ من هذه الدرجة فيجد على أعتاب الانسلاخ حضور الشيطان وتتبعه له .
142
نام کتاب : الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم ( ص ) نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 142