نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي جلد : 1 صفحه : 248
فالآية نازلة يوم فتح مكّة الّذي قد عرفت أنّه كان سنة ثمان من الهجرة ، ونزولها يوم فتح مكّة مذكور في بعض الأخبار المعتبر الآتي أيضاً إن شاء الله تعالى . ولقد كان فتح مكّة بخروج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عشرة آلاف من المسلمين ونحو من أربعمائة فارس إلى مكّة وخرج معه جميع المهاجرين والأنصار لم يتخلّف عنه أحد خرج لغزوهم فأدّى إلى فتحها بلا غزو . والعلّة لخروجه ( صلى الله عليه وآله ) لغزوهم مع أنّه عقد قرار الصلح في السنة الستّ من الهجرة وكان أوّل ما عقدوا عليه فيه « وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكفّ بعض عن بعض » وقد عرفت التصريح به في صحيحة ابن سنان - ما قد مضى في الصحيحة من أنّه « لمّا كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت : نحن في عهد محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعقده ، وقامت بنو بكر فقالت : نحن في عهد قريش وعقدها » وكون كلّ منهما في عهد من دخلوا في عهده يقتضي أن لا يحارب كلّ من المتعاقدين هذه القبيلة الّتي دخلت في عهد الآخر . لكنّه - على ما في مجمع البيان - كان بين هاتين القبيلتين شرّ قديم ، ثمّ وقعت بعد عقد هذه المعاهدة بينه ( صلى الله عليه وآله ) وبين قريش بينهما منازعة ومقاتلة ورفدت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش مَن قاتل بالليل مستخفياً وكان ممّن أعان بني بكر على خزاعة بنفسه عِكرمة ابن أبي جهل القرشي وسهيل بن عمرو الّذي كان عقد الصلح بحضوره وإمضائه فركب عمرو بن سالم الخزاعي حتّى قدم المدينة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فوقف عليه وهو في المسجد بين ظهرانيّ القوم وقصّ عليه الأمر واستنصره ذاكراً له العقد المذكور وأنّ قريشاً نقضوه وكان ذلك ممّا هاج فتح مكّة . وقد جاء أبو سفيان بعد ذلك إلى المدينة عن قريش طالباً لتشديد عقد الصلح وتمديد مدّته وخطابه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بأنّكم غدرتم وكلّما جهد في أن ينصرف النبيّ من عزمه على الخروج إلى مكّة لم يصل إلى فائدة ، فخرج إلى مكّة وقبل ان يدخلها
248
نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي جلد : 1 صفحه : 248