responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي    جلد : 1  صفحه : 165


فيؤول ذلك من القول إلى الفعل ، وجماعة من خواصّ أصحاب محمّد ( صلى الله عليه وآله ) أعرفهم بالنصح لله ولرسوله ولكتابه ودينه الإسلام يأتوني عوداً وبدءاً وعلانيةً وسرّاً فيدعوني إلى أخذ حقّي ، ويبذلون أنفسهم في نصرتي ليؤدّوا إليَّ بذلك بيعتي في أعناقهم ، فأقول : رويداً وصبراً قليلا ، لعلّ الله يأتيني بذلك عفواً بلا منازعة ولا إراقة الدماء ، فقد ارتاب كثير من الناس بعد وفاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وطمع في الأمر بعده مَن ليس له بأهل ، فقال كلّ قوم : منّا أمير ، وما طمع القائلون في ذلك إلاّ لتناول غيري الأمر .
فلمّا دنت وفاة القائم وانقضت أيّامه صيّر الأمر بعده لصاحبه ، فكانت هذه اُخت اُختها ، ومحلّها منّي مثل محلّها ، وأخذا منّي ما جعله الله لي ، فاجتمع إليَّ من أصحاب محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ممّن مضى وممّن بقى ممّن أخّره الله مَن اجتمع ، فقالوا لي فيها مثل الّذي قالوا في اُختها ، فلم يعد قولي الثاني قولي الأوّل ، صبراً واحتساباً ويقيناً ، واشفاقاً من أن تفنى عصبة تألّفهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باللين مرّة وبالشدّة اُخرى ، وبالنُذُر مرّة وبالسيف اُخرى ، حتّى لقد كان من تألّفه لهم أن كان الناس في الكرّ والفرار والشبع والريّ واللباس والوطاء والدثار ، ونحن أهل بيت محمّد ( صلى الله عليه وآله ) لا سقوف لبيوتنا ، ولا أبواب ولا ستور إلاّ الجرائد وما أشبهها ، ولا وطاء لنا ولا دثار علينا ، يتناول الثوب الواحد في الصلاة أكثرنا ، ونطوي الليالي والأيّام عامّتنا ، وربما أتانا الشيء ممّا أفاءه الله علينا وصيّره لنا خاصّة دون غيرنا ونحن على ما وصفت من حالنا فيؤثر به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أرباب النِعم والأموال تألّفاً منه لهم ، فكنت أحقّ من لم يفرّق هذه العصبة الّتي أ لّفها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يحملها على الخطّة [1] الّتي لا خلاص لها منها دون بلوغها أو فناء آجالها ، لأنّي لو نصبت نفسي فدعوتهم إلى نصرتي كانوا منّي وفي أمري على إحدى منزلتين : أمّا تتّبع مقاتل ، وأمّا مقتول إن لم يتّبع الجميع ، وأمّا خاذل يكفر بخذلانه أن قصّر في نصرتي أو



[1] الخطّة : الأمر المشكل الّذي لا يُهتدى إليه .

165

نام کتاب : الولاية الإلهية الاسلامية ( الحكومة الاسلامية ) نویسنده : الشيخ محمد المؤمن القمي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست