وهل الأنهارُ تدري أنها منك إليكا ما الذي الأمواجُ قالت حين ثارت . . لست أدري قيل لي في الدير قومٌ أدركوا سرَّ الحياةْ غيرَ أني لم أجدْ غيرَ عقولٍ آسناتْ وقلوبٍ بَلِيَتْ فيها المنى فَهْيَ رُفاتْ ما أنا أعمى فهل غيريَ أعمى ؟ . . لست أدري قيلَ أدرى الناسِ بالأسرارِ سُكّانُ الصوامعْ قلتُ إن صحَّ الذي قالوا فإنَّ السرِّ شائعْ عجباً كيف ترى الشمسَ عيونٌ في براقعْ والتي لم تتبرقعْ لا تراها . . لستُ أدري قلت : نعم إن شعره جميل ، لكن لا تحمله ما لا يحتمل ! فالشاعر لم يقل إنه ملحد ، ينكر وجود الخالق الحكيم سبحانه ، بل قال إنه لا يعلم من أين أتى ، والى أين هو ذاهب ؟ قال إنه لا يدري ، لكن إذا لم يدرِ إيلِيَّا ، فهل كل العالم لا يدري ! وإذا لم يجد إيلِيَّا الجواب ، فهل معناه أنه لا يوجد ! وإذا كان شك هذا الشاعر يعجبك ، فلماذا لا يعجبك جواب الشاعر الشيخ عبد الحميد السماوي له ، ومنه قوله : أفكونٌ فوق كونٍ متوازي الحركات شاسعُ الأبعاد رَحْبٌ متداني الحلقاتْ مفعمٌ بالنور مغمورٌ بأسرار الحياة صادرٌ عن غير قصد من مدير . . ليس يدري !