4 . وله ألوف الأعوان ، من ملائكة الرحمة ، وملائكة العذاب . وربما ملايين . قال الصدوق في الفقيه ( 1 / 136 ) : ( سئل الصادق ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا . وعن قول الله عز وجل : قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ . وعن قول الله عز وجل : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ . والَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ . وعن قول الله عز وجل : تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا . وعن قوله عز وجل : وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ . وقد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلا الله عز وجل ، فكيف هذا ؟ فقال ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعواناً من الملائكة يقبضون الأرواح - بمنزلة صاحب الشرطة له أعوانٌ من الإنس يبعثهم في حوائجه - فتتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو ، ويتوفاها الله عز وجل من ملك الموت ) . أقول : لاحظ أن الله تعالى يستوفي جميع الأرواح من ملك الموت . 5 . قال النبي ( ص ) يصف ما رآه في المعراج : ( ثم مررتُ بملك من الملائكة وهو جالس وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه ، وإذا بيده لوح من نور فيه كتاب ينظر فيه ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً ، مقبلاً عليه كهيئة الحزين ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟ فقال : هذا ملك الموت دائبٌ في قبض الأرواح . فقلت : يا جبرئيل أدنني منه حتى أكلمه فأدناني منه فسلمت عليه ، وقال له جبرئيل : هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد ، فرحب بي وحياني بالسلام ، وقال : أبشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك . فقلت : الحمد لله المنان ذي النعم على عباده ، ذلك من فضل ربي ورحمته عليَّ . فقال جبرئيل : هو أشدُّ الملائكة عملاً . فقلت : أكُلُّ من مات أو هو ميت فيما بعد هذا ، تقبض روحه