وقد تضمنت الآيات والأحاديث أنواعاً من تأثيرات الأعمال على الروح . ويرى بعضهم إن هذا التأثير آلي ، ويستشهد بأنه ثبت اليوم أن تحريكك يدك له تأثير على كل العالم . ويحاولون الإستدلال بقوله تعالى : إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ . يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ . وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ . ( الانفطار : 13 - 16 ) . فيقولون إن النعيم والجحيم هو الجو الذي تصنعه أعمالنا لأرواحنا . ونحن الآن نعيش فيه ، وسنعيشه بشكل متجسد في الآخرة . 3 . وبعد فقدانها البدن تلبس الروح قالباً موقتاً ، وتتنعم أو تعذب ، لكنها تَحِنُّ دائماً إلى البدن الذي عاشت معه وتتوأمت معه ، وتنتظر أن يعاد بناؤه ، وتتم ولادته في أرض القيامة ، لترجع إليه ، لأن مصيرها مرتبط به إلى جنة أو إلى نار ! وعلى ذلك تدل آيات القرآن وأحاديث النبي ( ص ) وآله الأطهار ( عليهم السلام ) . سأل رجل الإمام الصادق ( عليه السلام ) ( الإحتجاج : 2 / 77 ) : ( أفتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق ؟ قال : بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى ، فلا حس ولا محسوس . ثم أعيدت الأشياء كما بدأها مدبرها ، وذلك أربع مائة سنة يسبت فيها الخلق ، وذلك بين النفختين . قال : وأنى له بالبعث والبدن قد بلي والأعضاء قد تفرقت ، فعضوٌ ببلدة يأكلها سباعها ، وعضوٌ بأخرى تمُزقه هوامها ، وعضو قد صار تراباً بنيَ به مع الطين حائط ؟ قال : إن الذي أنشأه من غير شئ ، وصوره على غير مثال كان سبق إليه قادر أن يعيده كما بدأه . قال : أوضح لي ذلك ! قال : إن الروح مقيمة في مكانها ، روح المحسن في ضياء وفسحة ، وروح المسئ في ضيق وظلمة . والبدن يصير تراباً كما منه خلق ، وما تقذف به السباع والهوام من