الجنة ودرجاتها كلها بحق واستحقاق ، بينما مستويات الدنيا قد تكون بحق أو باطل . وقد اتفقت المصادر على أن درجة الوسيلة في جنة الفردوس ، أعلى درجات الجنة . وروى البخاري ( 3 / 202 : 8 / 176 ) أن عدد درجات الجنة مئة ، وأن النبي ( ص ) قال : ( إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ) . وقد تمسك المجسمون بقوله : وفوقه عرش الرحمن ، فقال الوهابية إن الله تعالى جالس على العرش جلوساً حقيقياً ، أي حسياً مادياَ . معاذ الله ! وفي مسند أحمد ( 2 / 537 ) : ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : إن أدنى أهل الجنة منزلة ، إن له لسبع درجات ، وهو على السادسة وفوقه السابعة . وإن له لثلاث مائة خادم ، ويُغدى عليه ويُراح بثلاث مائة صفحة ، ولا أعلمه إلا قال من ذهب ، في كل صحفة ما ليس في الأخرى ، وإنه ليَلِذُّ ( يستطيب ) أوله كما يلذ آخره ، وإنه ليقول : يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم ، ولم ينقص مما عندي شئ . وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة ، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض ) . أقول : إذا كان مقصود أبي هريرة أن مقعد الحوراء مِيل ، أي أربعة آلاف ذراع بذراع اليد ، والذراع 46 سانتي متر ونصف ، فيكون مقعدها 1860 متراً مربعاً ، ولا بد أن يكون طولها وعرضها متناسباً مع ذلك . فكيف يعيش معها زوجها ؟ ! بل يبدو أن الراوي متأثر بجو القبائل الذين كانوا يمدحون المرأة بكبر عجيزتها !