قال : أين تذهب الروح ؟ قال : أين يذهب الضوء الطالع من الكوة في البيت إذا سدت الكوة ؟ قال : أوضح لي . قال ( عليه السلام ) : الروح مسكنها في الدماغ ، وشعاعها مُنْبَثٌّ في الجسد ، بمنزلة الشمس ، دارتها في السماء وشعاعها منبسط في الأرض ، فإذا غابت الدائرة فلا شمس ، وإذا قطع الرأس فلا روح ) . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 463 ) 3 . وروى الإحتجاج ( 2 / 77 ) ، حواراً مفصلاً للإمام الصادق ( عليه السلام ) مع شخص ملحد ، جاء فيه : ( كيف يعبد الله الخلق ولم يروه ؟ قال : رأته القلوب بنور الإيمان ، وأثبتته العقول بيقظتها إثبات العيان ، وأبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب ، وإحكام التأليف ، ثم الرسل وآياتها ، والكتب ومحكماتها ، واقتصرت العلماء على ما رأت من عظمته دون رؤيته . قال : أليس هو قادر أن يظهر لهم حتى يروه فيعرفونه فيعبد على يقين ؟ قال : ليس للمحال جواب . قال : فمن أين أثبتَّ أنبياء ورسلاً ؟ قال ( عليه السلام ) : أنا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيماً ، لم يجز أن يشاهده خلقه ، ولا أن يلامسوه ولا أن يباشرهم ويباشروه ، ويحاجهم ويحاجوه ، ثبت أن له سفراء في خلقه وعباده يدلونهم على مصالحهم ومنافعهم ، وما به بقاؤهم ، وفي تركه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه ، وثبت عند ذلك أن له معبرون هم أنبياء الله وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدبين بالحكمة ، مبعوثين عنه ، مشاركين للناس في أحوالهم على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب ، مؤيدين من عند